الثلاثاء، 5 يناير 2021

وداعا يا ماردين

        

رواية وداعًا يا ماردين pdf تأليف هنرييت عبودي.. ستظل الجراح حاضرة وغائرة طالما أن الإنسان يملك ذاكرة تربطه بالماضي، لا يسعنا أن ننسى ما حدث على أن نلقى غدًا أيامًا أفضل، فالتاريخ يصنع المستقبل، والماضي يشكّل معالم الغد والحاضر.. في هذه الرواية تنفتح أمامنا أبواب الذاكرة، ونعود إلى ماردين، وهي إحدى المناطق السورية البسيطة، ولكنها انتقلت إلى حدود تركيا بعد اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت أراضينا بلا أي سبب واضح، سوى التفريق والتشتيت وإثارة العصبيات الوطنية، وهو بالفعل ما حدث في هذه المنطقة السورية-التركية. كان الأرمن أو السريان يعيشون في ماردين، ولكنهم على أثر هذا الانتقال إلى السلطة التركية تعرضوا لعملية إبادة واسعة، ومن عاش منهم تعرض للتهجير والإقصاء، وشكّل هذا الحدث قضية كبرى يعرفها الناظر في التاريخ، وما تزال إلى يومنا هذا تتفاعل مع الحاضر بشكل واضح.. ومن هنا تعيد المؤلفة إحياء هذا الحدث المأساوي، فالماضي له حق الحضور في ذاكرتنا، ومن الظلم أن يموت آلاف الأبرياء والضحايا ولا يجدون من يبكيهم ويرثيهم.. هنا تنفتح أبواب الذاكرة على شوارع ماردين وأهلها وعاداتهم والأوضاع الاجتماعية والسياسية والدينية في تلك الفترة، وصولًا إلى المذبحة. "الحرب دائرة شئت أم أبيت؛ هذا ما أكّده سليم بالأمس، كان يتكلم مع يوسف، ويشرح له الأسباب التي حالت دون مباشرته بتنفيذ المشروع التجاري الذي من أجله جاء إلى حلب، لقد سمعته يقول، بالحرف الواحد: منذ أن أعلن السفر برلك والسلطة تصادر كل ما يمكن الاتجار به، من جديد إلى خيوط إلى نسيج إلى صوف إلى موارد غذائية إلى جلود إلى عطور.. تصادرها لصالح الجيش والمجهود الحربي. الحرب الحالية اسمها سفر برلك إذًا؛ هذا ما استخلصته من كلام سليم. وتابعت لطيفة تقول، بغية تبديد شكوك ابنة عمها التي لم تبد مقتنعة تماما بشرحها: ألم نشاهد عسكرًا في المحطة؟ عسكر قال عنهم والدك إنهم ألمان أو نمساويون، فلماذا قدموا إلى حلب في رأيك؟ للسياحة؟ للاستجمام؟ لقد جاؤوا إليها بسبب الحرب، بسبب سفر برلك هذا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سامبوك

هدفنا هو توفير كتب مجانيه للقراء




تعليقات

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *