رواية بانسيون مريم pdf تأليف نبيل الملحم.. تدور أحداث الرواية حول مجموعة من الشخصيات داخل بانسيون مريم، كل واحد منهم يمثل طيفًا من أطياف المجتمع السوري.. إنهم منسيون تمامًا داخل البانسيون، لا يعلم عنهم الناس شيئًا، يعيشون على حافة الحياة تقريبًا، ومع ذلك فكل واحد منهم يمثل شكلًا من أشكال الثورة، وكل واحد منهم له انتفاضته الخاصة والتي ترتبط بأحداث حياته والمآسي التي مر بها، ولا تخلو الرواية من إسقاطات صريحة على وضع المجتمع السوري.. نتعرف في الرواية على مريم، المرأة التي اختبأت من كل شيء تقريبًا، دفنت حياتها ونفسها وابتعدت عن الأضواء قدر استطاعتها، وظلت محاطة بماض أليم ومهشم.. إلى أن دخل رضا البانسيون، ورأت فيه روح الثورة والشباب، والمشاعر النابضة، فكان هذا حاملًا لها على التغيير حتى لو لم يتحدثا أبدًا.
على الجانب الآخر، يأتي أنيس، وهو الشخصية الموازية لمريم، بعد أن وجد ضالته في البانسيون، واكتشف عجزه التام عن الخروج، كان يمثل الفلسفة التي اصطدمت بالأرض. ونتعرف على سوسن، وهي امرأة تعرضت لحادث مأساوي على يد أستاذها، حيث اعتدى عليها بشكل مباشر، وهنا يجسد لنا المؤلف أشكال العنف التي تشهدها البلاد، بينما تحاول ريتا أن تخرج من الهالة التي أحاطها بها والدها، وهو مسؤول كبير في الدولة، يحيطها بالمال والثروة بينما هي تميل للبساطة والحياة والموسيقى.. وهكذا تمضي بنا الرواية بين شخصيات لكل واحد منهم ثورته الخاصة.. إنها ثورة حياة.
"الحراسات المشددة كانت تخترق بعيونها المتشككة جلال وفرج العلي فياض وهما يغادران بوابة عمارة السيد قدري، وحين لاحظا أنهما باتا تحت أعين هذه الحراسات، تمهلا في مشيتهما وكأنهما يبثان اطمئنانا لهذه الحراسات، فالخطوة القلقة تنتقل بالعدوى. حين تحسس حارس من حراسات القصر البطاقة الشخصية لفرج العلي فياض، مدققًا في بياناتها عبر مصباح يدوي، سأله: أنت من دير الزور؟ ماذا تفعل هنا
-إنني في زيارة
-زيارة لمن؟
-لبيت ريتا
-من هي ريتا؟
-إنها زميلتنا في الجامعة
الارتباك وشحة المعلومات ضاعفت من قلق الحارس، ولكن جلال قطف اللحظة ليتدخل قائلًا: ريتا بنت السيد قدري"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق