*كتاب ما بعد الحرب الباردة*
يأتي كتاب «ما بعد الحرب الباردة» في سياقٍ فكري وسياسي بالغ الأهمية، إذ يتناول التحولات العميقة التي شهدها النظام الدولي عقب انهيار الاتحاد السوفيتي ونهاية الثنائية القطبية التي هيمنت على العالم لعقود طويلة. فقد شكّلت الحرب الباردة إطارًا حاكمًا للعلاقات الدولية، وعندما انتهت، لم يكن ذلك مجرد تغيير في موازين القوى، بل لحظة فاصلة أعادت صياغة مفاهيم الأمن، والسيادة، والتحالفات، والصراعات الدولية. يسعى الكتاب إلى تحليل طبيعة النظام العالمي الجديد الذي برز بعد هذه المرحلة، مع التركيز على صعود الأحادية القطبية، والدور المتنامي للولايات المتحدة، ثم التحولات اللاحقة التي مهّدت لعودة التعددية القطبية وصعود قوى دولية وإقليمية جديدة. كما يناقش الكتاب تأثير العولمة، والثورة التكنولوجية، وتغير أنماط الصراع من حروب تقليدية إلى صراعات غير متماثلة، تشمل الإرهاب، والحروب بالوكالة، والصراعات الاقتصادية والإعلامية. ويولي المؤلف اهتمامًا خاصًا بانعكاسات هذه التحولات على العالم النامي ومنطقة الشرق الأوسط، موضحًا كيف تأثرت قضايا الأمن القومي، والتنمية، والاستقرار السياسي بمتغيرات النظام الدولي الجديد. وبذلك يمثل الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم عالم ما بعد الحرب الباردة وتحليل دينامياته المعقدة في ضوء التغيرات المستمرة في السياسة الدولية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق